هناك مثل يقول:-
” إذا تساوت الخيل في العدو، فمن يربح السباق”
وإذا تساوى الناس في المهارات، والخبرات، وجودة العرض فمن يفوز بالوظيفة المميزة دون غيره.
كيف تبنى سيرة ذاتية متميزة؟ ولا أعنى هنا الهيكل أو الشكل العام لبناء السيرة الذاتية ولكنى أتحدث عن المحتوى .. ما الذي ستحويه سيرتك الذاتية حين يطلع عليها من تريد الانضمام إليه؟
لقد قابلت شاباً في مقتبل العمر – لم يبلغ الثلاثين بعد – وقد امتلأت سيرته الذاتية بخبرات – حقيقية وليست ملفقة – تجعلك تظن أنه يعمل منذ أن ولد. إذا أردت أن تكون متميزاً في وسيلة عرضك لنفسك فاحرص على ملأ السيرة الذاتية الخاص بك بالمحتوى القيم.. هذه هي البداية فقط.
بعيداً عن دنيا الوساطة، وفوضى المحسوبيات، يفوز بالوظيفة المميزة، المتميز فى مهنته، و يكون متميزاً في عدة جوانب على النحو التالي:-
1. المهارات الشخصية.
المهارات الشخصية والذاتية هي الدافع الأول الذي يجذب انتباه الناس إليك، لأنها بكل بساطة عنوانك.. هي أول ما يبدو منك للناس. أعرف واحداً من الناس يعمل كمسئول مبيعات في شركة اتصالات، وتدفعه طبيعة عمله أحياناً إلى عقد مقابلات مع العملاء في شركاتهم لعرض خدمات شركته عليهم.
يُفاجأ صديقنا هذا بصاحب إحدى هذه الشركات يعرض عليه الانضمام له، والعمل معه وترك شركته بالكلية! .. وتمضى عدة أيام لا تزيد عن الأسبوع وفى مقابلة مع عميل آخر في شركة أخرى يتلقى نفس العرض. ما السبب في رأيك؟
لقد قدم نفسه بطريقة مميزة عن طريق عرض منتجه بطريقة مميزة، أو كما نقول في عالم السلز: عرف يبيع نفسه بكفاءة.
احرص على زيادة مهاراتك الفنية في التعامل مع الناس بحضور الدورات العلمية المتخصصة والكورسات التدريبية، التي تدعم لديك مهارات الاتصال وفن الإقناع. هذا سيدعمك أكثر عند عرض نفسك.
2. زيادة الاحتكاك و الخبرة.
لا تكتفي بشهادتك الجامعية، الخالية من الخبرة العملية، بل انطلق في الحياة، وجرب العمل في أكثر من مؤسسة على ألا تقل مدة ارتباطك بالعمل عن ثلاثة أشهر ويفضل ألا تقل عن ستة أشهر، حتى تكون اكتسبت خبرة معقولة لنفسك، وبند منطقي يقنع صاحب العمل أنك تملك خبرة جيدة في مجال ما. ولكن من ناحية أخرى ليس من المستحب إطلاقاً أن يلاحظ صاحب الوظيفة المستقبلية أنك سريع الانتقال من عمل لآخر حتى لا يشعر بالقلق من استقرارك معه.
3. عرض نفسك بكفاءة.
حينما تذهب في مقابلة للتعيين لوظيفة جديدة Interview احرص على أداءك ككل، فحينما تتعامل مع محترفين في هذا المجال يجب أن تكون أنت أيضاً محترفاً. إذا كنت متميزاً حقاً لن تعانى في تعاملك مع المديرين العاديين، ولكن المدير المتميز يريد أن ينضم إلى فريق عمله شخص متميز، لذا سيكون اختباره صعباً.
في عرضك نفسك ركز على الإنجازات المرتبطة بالأرقام، وأعط كل شيء حقه وابتعد عن المبالغة والتكلف، إذ لم تكن لديك خبرات سابقة كافية، ركز على الدورات العلمية والتدريبية التي حصلت عليها.
4. الجرأة في طلب الأجر.
أمر أخير ربما يكون محرجاً لطالب العمل بعض الشيء ولكنه مهم جداً جداً .. وهو ألا تخجل في طلب أجرك.. وأجرك المستحق.
لي هنا نقطتان تحتاجا إلى توضيح بخصوص الأجر:-
الأولى: إذا كنت في بداية حياتك وخبرتك قليلة، فليس من المستحب أن تبدأ أنت في الحديث عن الأجر، وليس مستحباً أيضاً أن تعترض كثيراً عليه إلا إذا كان غير متناسباً بالمرة مع قدراتك الفنية والدورات التدريبية التي تلقيتها.
الثانية: إذا كنت لاعباً مخضرماً في معترك الحياة، وتعلم قيمة ما تستحق من أجر بالضبط، فاطلب أعلى مما تستحق قليلاً لتترك مساحة للمفاوضات، أو اطلب ما تريده بصورة مباشرة واثبت عليه ولا تتزحزح. مناقشة الأجر مسألة جوهرية وتقع دوماً في منطقة حرجة عند المبتدئين في عالم الأعمال، ولكنك حينما تتمرس ستصبح هذه المسألة عفوية وأساسية في أي مقابلة Interview.
5. الثقافة العامة.
الناس تنجذب لا إرادياً إلى من ترى فيه أنه يعرف أكثر منها، إبحارك في عوالم المعرفة المختلفة ومحاولة ربطها بمجال تخصصك، يبهر العملاء، تخيل أنك تعمل في شركة سياحة تنظم الرحلات السياحية، و تكون مع عميل فتخبره بأهمية أن يأخذ أجازة سنوية وتضرب له مثلاً بتشرشل الذي حافظ على أجازته السنوية أثناء الحرب فأثر ذلك على قراراته بالإيجاب، وهتلر الذي أهمل أخذ أجازته متعللاً بظروف الحرب فتمثلت قرارته بالتخبط والعصبية فكان ذلك أحد عوامل هزيمته .. تخيل رد فعله في تلك اللحظة.
التميز بصفة عامة ليس معجزة ولد بها من ولد، ولكنه خبرة مكتسبة بالمران والممارسة الجادة، فاحرص عليه.
منقول للفائدة